کد مطلب:323818 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:357

و شهادة لصحیفة امریکیة
نشر فی جریدة Free Press بدوترویت Detroit الامریكیة مقال جاء فیه: «ان ما قد نشأ بیننا الآن من قلة الزواج و كثرة الطلاق و تفاحش العلاقات غیر المشروعة - الدائمة و العارضة - بین الرجال و النساء، یدل كله علی أننا راجعون القهقری الی البهیمیة. فالرغبة الطبیعیة فی النسل الی التلاشی، و الجیل المولود حیله علی غاربه، و الشعور بكون تعمیر الأسرة و البیت لازما لبقاء المدنیة و الحكم المستقل، یكاد ینتفی من النفوس. و بخلاف ذلك أصبح الناس ینشأ فیهم الاغفال لمآل المدینة و الحكومة و عدم النصح لهما...» [1] .

«كل هذا الاتباع لأهواء النفس، و النفور من تبعات الزوجیة و التبرم بالحیاة العائلیة، و الارتخاء فی الروابط الزوجیة، یكاد یذهب فی المرأة عاطفة الأمومة الفطریة، التی هی أشرف العواطف الروحیة و اسماها فی النساء، و التی لا یقف
عیها بقاء الحضارة و التمدن فحسب، بل بقاء الانسانیة جمعاء. و ما نجمت سیئات منع الحمل و اسقاط الجنین، و قتل الأولاد، الا بنضوب هذه العاطفة فی نفس المرأة. فالمعلومات عن تدابیر منع الحمل موفورة لكل فتی و فتاة فی الولایات المتحدة الأمریكیة علی الرغم من قیود القانون. و الآلات و العقاقیر المانعة للحمل معروضة للبیع فی الحوانیت كالسلعة المباحة، تستصحبها دائما بنات المدارس و الكلیات - بله عامة النساء - لكی لا تفوت احداهن لذات عشیة من عشیات الشباب، ان نسی خدیتها أن یأخذ أدواته معه. فیكتب القاضی «لندسی» (فی محكمة دنفر):

« 495 بنتا فی السن الباكرة من بنات المعاهد الثانویة اعترفن لی بأنهن كن قد جربن العلاقة الجنسیة مع الصبیان، الا أنه لم تحمل منهن الا خمس و عشرون. و اما الباقیات فسلم بعضهن من الحمل بمحض الاتفاق. و لكن كانت لأكثرهن خبرة كافیة بتدابیر منع الحمل. و هذه الخبرة قد عمت فیهن الی حد لا یكاد الناس یصبیون فی تقدیره...» [2] .

«و قد ذكرت فی مجلة أمریكیة هذه الأسباب التی لا تزال تؤدی الی رواج الفحشاء و قبولها هناك، بالكلمات الآتیة: «عوامل شیطانیة ثلاثة یحیط ثالوثها یدنیانا الیوم. و هی جمیعها فی تسعیر لأهل الأرض: أولها الأدب الفاحش الخلیع الذی لا یفتأ یزداد فی وقاحته و رواجه بعد الحرب العالمیة (الاولی) بسرعة
عجیبة.. و الثانی الأفلام السینمائیة التی لا تذكی فی الناس عواطف الحب الشهوانی فحسب، بل تلقنهم دروسا عملیة فی بابه.. و الثالث انحطاط المستوی الخلقی فی عامة النساء الذی یظهر فی ملابسهن بل فی عریهن، و فی اكثارهن من التدخین، و اختلاطهن بالرجال بلا قید و لا التزام.. هذه المفاسد الثلاثة فینا الی الزیادة و الانتشار بتوالی الأیام. و لا بد أن یكون مآلها زوال الحضارة و الاجتماع النصرانیین و فناءهما آخر الأمر. فان نحن لم نحذ من طغیانها، فلا جرم أن یأتی تاریخنا مشابها لتاریخ الرومان و من تبعهم من سائر الأمم الذین قد اوردهم هذا الاتباع للشهوات و الأهواء موارد التهلكة و الفناء مع ما كانوا فیه من خمور و نساء و مشاغل و رقص و غناء»... [3] .


[1] المرجع نفسه ص 137.

[2] يعلق الاستاذ سيد قطب يقوله: كتب القاضي هذا الكلام في ستة 1922 و هذه الحالة تعتبر رجعية! فالتقدم لا يتوقف، و لعل هذا ما تريده بعض الصحف من صحافتنا، و تعتبره رسالة لها و لكنها ليست رسالة لحساب هذا البلد، و انما لحساب صهيون، و بروتوكولات صهيون.. ان واحدة من هذه الصحف تحدثت عن عدم كفاية الجيش التركي لأن طائفة «الدونما» الصهيونية قد اشاعت فيه الانحلال، فأصبح الضابط التركي يصلح لكل شي ء الا للقتال بعد ما ضيعته الصهيونية و علمته التكسع في شارع أتاتورك لمغازلة الفتيات.. فما الذي تصنعه هذه الصحف من شعوبنا؟ و هل تصنع الا ما صنعته الدونما في تركيا؟ لذلك يحق لا أن نسأل: لحساب من نعمل و تنشر في شبابنا التميع و الفساد؟ سيد قطب: السابق ص 153.

[3] المودودي: السابق، ص 153.